أقسام المعاصي عند الأشاعرة
ثم قال: (للعاصي -أيضاً- قسمان: الأول: كفر محض، وهو عقد القلب على ما يضاد القسم الأول) أي: أن يعتقد ما يضاد تلك المعرفة؛ فالإيمان عنده معرفة القلب بالعدل، والتوحيد، وبقية ما ذكر من المعاد والنبوات.. إلى آخره، والكفر هو: عقد القلب على ما يضاد ذلك من أمور، أي: بخلاف ما جاء في عقيدتهم في النبوات، أو العدل، أو التوحيد، فهذا هو الكفر عندهم.
قال: (أو الشك فيها أو في بعضها) أي: أن يعتقد خلاف الحق، أو يشك في الحق، أو في بعضه، فإن فعل ذلك كان عندهم كافراً، ومن مات على ذلك كان مخلداً في النار.
(والقسم الثاني أيضاً يقابل الثالث الذي هو: فعل الواجبات، ومن هنا فالأول يشمل الاثنين: اعتقاد ما يخالف العدل والتوحيد، أو عدم معرفة أركان شريعة الإسلام) فالأولان من الطاعات يشملها في المقابل الأول من المعاصي، والثاني في المعاصي يقابل الثالث في الطاعات، والذي هو أداء الفرائض، والثاني هنا هو ركوب الكبائر، وترك الفرائض من غير عذر.